كثرت التساؤلات .. اشياء كثيرة تتأرجح فى مخيلتى .. حديث عابر .ضحكات غائبة يتردد صداها فى مسامعى ، أعود لنقطة البداية ، محور كونى الصغير ، انه هو .. انسانا اخر بل رمزا أخر ..حلم بعيد .. رنين التليفون يقطع الصمت فهل يكون هو .. خابت ظنونى أعود كى اتحدث مع كلماتى على الورق عن وحدتى لعلى اصل معها الى ضالتى التى تحيا فى وجدانى وتحتل عالمى فى صحوى ومنامى .. لا استطيع ان انسى مساء ذلك اليوم ملء القلب شوقا الى رؤياه فكان قدرى رحيما واره حلما أجدنى فى نهايته ابكى قطرات من الدمع والعشق لاننى صحوت من منامى لان وقت الحلم قد انتهى سالت دموعى وتوسلاتى لكى نبقى معا لحظات اخرى هى فى عالمى زمنا يقطع وحدتى لكن دون جدوى...
وفى الصباح امارس طقوسى امسك بجريدتى اقرا بريد الجمعة اغوص فى اعماق شعورى بالكلمات يقطع استرسالى صوت الرنين مرة اخرى ولكن ظنى لم يخب هذه المرة انه هو .. فقد طالت قترة البعاد التى تقطعت فيها الاوصال لهفة وقلقا واخيرا حان وقت اللقاء لأسعد بدءف الحبيب ، حنان الاب ، حميمية الصديق ، ومتعة الاختيار فكلانا لا يخضع للقوانين الواقع ولا قيوده ولاشى يجبر احدنا على يخدع الاخر .او يجعله يستمر فيما لا يرضاه .. تقع عينياى على سطور نسجت سطورها اصابع كاتب شديد الحساسية لمست كلماته الحريرية تساؤلى لتغزل لها اجابا ت شافية انارت لى الطريق فهو يرى ان الحب هو الامن النفسى الذى يجعل العيون اكثر بريقا ويشخذ الهمم لأعطاء المزيد من القدرة على مواجهة المتاعب والهموم وان الحب لا يمكن ان يشعر الانسان فى ظل وجوده بالوحدة
بددت الكلمات يأسى وها انا استعد للقاء كل الدنيا التى تتجسد من وجهة نظرى فى شخصه هو فقط .. ارتديت ثوب الامل .. حرارة الشوق تلهب وجنتى فجعلت مساحيق التجميل تتوارى خجلا فذهبت بدونها فصورته المرسومه داخل مقلتيا لم تبرز الكحل الا اطارا يضم ملامحه كشطان البحر الثائر لم اضع عطرا فعطر انفاسة وكلماته يكفينى .. ولكن قلبى يحدثنى بان شىء ما سيحدث فما زال الصقيع المنبعث من صوته عبر اثيرؤ الهاتف وهو يحدد موعدنا يملأنى بالخوف ويشعرنى بان هناك فجوه ما قد حثت بيننا... احاول ان اطرد اشباح الظنون واسترسل فى نشوتى لأقترب من اللحظة التى ستنهار فيها اسوار وحدتى ... هل احمل معى ورودا فقط لا لا انها لاتكفى لاعبر بها عن سعادتى بلقاوئه وعودتنا مرة اخرى بعدما اتفقنا على الفراق ولم اجد ما يوازى تلك القيمة فى نظرى سوى ان اكتب له رسالة انقل له ما قد يمنعنى حيائى من قوله امامه لعله يشعر بقيمة وجوده فى حياتى التى تنعدم وهو بعيد عنى ووصلت الى مكان اللقاء اقصد الفراق فسرعان ما تحطم الاطار الذى يحمل صورته فى مقلتيا بسيل عارم من الدموع استطعت ان اخفيها داخل نفسى وانا امامه جلست فى اقرب معقد امامه حتى استطيع ان اتبين ملامحة التى شعرت بغربة كبيرة بينى ووبينها وكانه تحول الى انسان اخر فقد اصبح ماديا صلد الملامح والعبارات تحول الى قطعة متحركة من الجليد الذى اذاب حرارة شوقى الى لقاؤه فقررت ان انهى المقابلة وبدلا من ان يتحول لقاؤنا بعد غياب الى طوفان يدمر وحدتى تحول الى اسوار عالية شائكة من الوحدة التى ولدت من جديد ..